منهاج علوم الطبيعة و الحياة السنة الثانية متوسط
مدخل
يعتبر الإصلاح التربوي سيرورة متواصلة ديناميكية ودائمة، تتضمن مراحل للمتابعة والتقويم والتعديل من أجل ضمان السير الحسن والطبيعي للمنظومة التربوية.
ومن هذا المنطلق وفي إطار التقييم المرحلي للتعليم الإلزامي، قامت وزارة التربية الوطنية بتعديل شبكة المواقیت المرحلة التعليم المتوسط. |
وقد راعت هذه العملية أهداف التعليم المتوسط التي ترمي إلى جعل كل تلميذ يتحكم في قاعدة من الكفاءات التربوية والثقافية والتأهيلية التي تمكنه من مواصلة الدراسة والتكوين بعد التعليم الإلزامي، أو الاندماج في الحياة العملية، وتكون هذه الكفاءات ذات طابع اتصالي، فكري، اجتماعي وشخصي.
واقترنت عملية تعديل الزمن الدراسي في مرحلة التعليم المتوسط بمراجعة المناهج التعليمية وتجميع وثائق مواد نفس المستوى الدراسي في وثيقة واحدة (طبعة جوان 2013) بهدف ضمان الانسجام الأفقي الجميع التعلمات بالمستويات، حيث يتضمن كل مستوى مجالات تشمل جميع الجوانب التعليمية والتربوية واللغوية والعلمية والاجتماعية والجمالية، مصاغة بصفة عملية في مناهج المواد والتي تحتوي على الكفاءات الختامية المستهدفة لكل مادة في نهاية التعليم المتوسط وفي نهاية كل سنة
تقديم المادة :
إن مادة علوم الطبيعة والحياة ، بطابعها المتميز والمتمثل في السعي للتعرف على المحيط، الظواهر والوقائع الحيوية والجيولوجية لفهمها وتفسيرها، تسمح بالبناء المستمر والتدريجي خلال المرحلة المتوسطة ، لجملة من المعارف العلمية والكفاءات الأساسية التي تزود المتعلمين بأدوات مفتاحية للوصول تدريجيا إلى ترقية المواصفات المتعلقة بالفكر العلمي المتمثلة في : الموضوعية، مناقشة أفكار وتقديم حجج ومبررات مما يساعد على تكوين أفكار واقعية، موضوعية، فضولية، نقدية تجعلهم من المواطنين الذين يتحلون بالوعي وروح المسؤولية والمبادرة والاستقلالية في العمل بفضل البناء المتدرج و الجماعي المفاهيم علمية. هذا وتساهم كذلك مادة علوم الطبيعة والحياة بشكل فعال مع بقية المواد التعليمية الأخرى في تعزيز الوعي الجماعي بما يقدمه للثقافة العامة وتنمية للقيم لدى المتعلمين مثل روح التعاون من خلال العمل ضمن الأفواج وإقامة مواقف إيجابية إزاء المجتمع و المحيط بصفة عامة وهذا بمساعدة المتعلمين في بناء مواقف موضوعية بتعليمهم أسس النقاش البناء لحل مشاكل وتقبل الأخر كطرف له أراء ووجهات نظر مختلفة. سيساعد ذلك وبدون شك على تعزيز الصلة الاجتماعية وبروز مواطنة بناءة. يرتكز إعداد محتویات مناهج مادة علوم الطبيعة والحياة على معايير أساسها التدرج والتكامل بين المراحل والأطوار حسب المقاربة المنهجية والعلمية المتماشية وأهداف كل طور وخصوصياته وذلك لضمان الانسجام داخل المادة التعلمية نفسها وتكريس المبدأ البنائي للمعارف المفاهيمية والمعرفة العلمية.
تقديم المنهاج :
يعتبر منهاج علوم الطبيعة والحياة المرحلة التعليم المتوسط جملة منسقة ومنسجمة لمفاهيم علمية مفتاحية تمثل الأسس المنطقية المعتمدة في بناء وتنظيم المحتويات المعرفية لبرامج السنوات الأربع. ويعود انسجام المادة التعلمية إلى الترابط بين هذه المفاهيم التي تكتسب وظيفتها داخل الشبكة المفاهيمية كما يتجلى التنسيق العمودي سواء من مرحلة لأخرى أو في أطوار المرحلة الواحدة على مستوى التطور اللولي للمفاهيم وكذا تباین زاوية التناول حسب الكفاءة المستهدفة. كما يعتبر منهاج علوم الطبيعة والحياة وسيلة تطوير التعلمات الأساسية أي: التحكم في التعبير بأشكاله المختلفة مثل التعبير الكتابي، الشفهي والتبليغ بالأسلوب العلمي كالرسم والتخطيط واستعمال الترميز العلمي أي اكتساب لغة ذات طابع علمي دقيق. وبهذا فان برنامج علوم الطبيعة والحياة لا يمكن اعتباره قائمة من النشاطات التعليمية والوظائف الحيوية أو الظواهر الطبيعية المعزولة عن بعضها البعض، بل هو جملة منظمة منسجمة تستهدف تطوير وتدعيم البنيات المعرفية لدى المتعلم والتي تسمح له بتوسيع وتمتين معارفه المفاهيمية وتنمية القدرات والمهارات والمواقف لتشكل بمجملها موارد تجند بشكل مدمج أمام وضعيات مشاكل و مهمات .